Sunday, April 3, 2016

نيّال مين إلو مرقد عنزة بلبنان

 
أذا كنت تحمل في مورثاتك ما يشير إلى انك فلسطيني و بلغت من سوء الحظ مبلغاً جعلك تولد على تخوم جبل لبنان فإن أمامك خيارٌ وحيدٌ لتحتفظ بملكية منزلك في ذريتك و هو أن تعيش إلى الأبد . و إن خطر في بالك يوماً ان تموت كما يفعل بقية أهل الارض أحياناً فليكن معلوماً لديك أنه لن يكون بمقدور أحدٍ من نسلك المشؤوم أن يحوز على  ملكية منزلك إلأ إذا اثبت أمام القضاء اللبناني و بالدليل القاطع أنه ليس من صلبك !
إذ أنك ليس فقط لا تستطيع أن تشتري منزلاً بل أنك أيضا إذا كنت مالكاً لمنزل فأنك لا تستطيع أن تبيعه لفلسطيني آخر أو تنقل ملكيته لإبنك كونه هو الآخر فلسطينياً , و القانون اللبناني واضح بهذا الخصوص , حيث تنص المادة السابعة من قانون العقوبات المعدل بإن كل من تثبت إدانته بجرم الإنتماء البيولوجي للتابعية الفلسطينية يجرد من كافة حقوقه المدنية و الإنسانية بدءاً من حقه في امتلاك مرقد عنزة يؤويه ويؤوي عنزته و أسرته و انتهاءً بحقه في العمل في بضعٍ و سبعين مهنة يأتي القانون على ذكرها بالاسم و تضم كل ما قد  يخطر على بالك من مهن عدا تلك التي لها علاقة بالأبحاث الفضائية و الذريّة التي لم يتم حظرها لأسباب إنسانية ربما , حيث تضم قائمة المهن الممنوعة على الفلسطيني كل ما يقع خارج هذين المجالين من مهن و تتدرج من مهنة عامل تنظيفات صعوداً ( أو نزولاً , حسب إنتمائك الايديولوجي) حتى مهنتي الطب و الهندسة .
و لبنان او موطن الحرف  و مهد القانون كما يحلو لمثقفيه ان يسموه هو واحةٌ للحرية و ملعبٌ للديموقراطية و حقوق الإنسان . و المرء المدقق لن يجد في قانون تملك الفلسطينين في لبنان او في الجزء المتعلق بالفلسطيني في قانون العمل اللبناني ايَّ إضطهادٍ أو تمييزٍ عنصري او خرقٍ للمعاهدات الدولية ذات الصلة إذا ما استطاع إكتشاف الحكمة و المقاصد النبيلة المبررة و المؤسِسة لهكذا قوانين .
ففي ظلّ الموقف الإسرائيلي المتعنت و الرافض بأي شكلٍ من الأشكال لتسوية قضية اللاجئين الفلسطينين وفقا للمواثيق الدولية و قرارات الامم المتحدة و إصراره على وجوب حل هذ القضية عن طريق توطين هولاء الفلسطينيين في أماكن تواجدهم في بلدان الشتات حتى لو أدّى الامر إلى نسف عملية التسوية برمتها  تعلن الدولة اللبنانية مرارا و تكرارا و كلّما دقّ الكوز بالجرة بأنها ترفض التوطين و تدعم نضال الشعب الفلسطيني وحقه في العودة إلى أرضه , و بسبب ضيق يد هذه الدولة عما تقدمه من دعم مادي يضاف الى الدعم المعنوي المعلن بوجه التعنت الاسرائيلي فقد تفتقت ذهنيتها عن خطة جهنمية بالغة الدهاء تقضي بتحويل حياة فلسطينيي لبنان إلى جحيم بهدف الضغط على الدولة الاسرائيلية و المجتمع الدولي ليحققوا حلم الفلسطينين بالعودة ! .
غسان أبو العلا
2003/10/17 

No comments:

Post a Comment