Sunday, April 3, 2016

حلّ المشكل الليبي - نحو نظريّة عالميّة رابعة


لم تحظ النظرية العالمية الثالثة التي أسس لها الكتاب الأخضر للعقيد معمر القذافي بما تستحق من الإهتمام في الإرث الإبستمولوجي العربي , إن بتطبيقاتها الثقافيّة والسياسيّة أو على المستوى الفلسفيّ المعرفيّ المحض .و لو قُيض لمبتكرها ان يولد في الغرب لأخذت لها موقعا بارزاً في البنى المعرفية العالمية ولتبوّأ صاحبها مقعداً خالداً في وجدان الأمم إلى جانب العظماء أمثال هيغل وماركس وفرويد وروسو وداروين .. وصولاً إلى فوكوياما .
رغم إطلاق أسم النظرية الثالثة عليها , بإعتبارها بديلاً عن النظريتيين الشموليتين الكبريتين السابقتين اللتين أثبتتا فشلهما وأعني بهما الرأسمالية والإشتراكية , إلا أنها لا تنبني على رؤية إقتصادية أَحادية متزمّـتة مثلهما . ولأن إنطلقت الرؤى الرأسمالية من مقولات منهجية مثل النموّ والسوق والمنافسة التجاريّة الحرة وصولا إلى تحرير الأسواق بمجملها وربطها بدورة إقتصادية مركزية واحدة تحت مسمّى العولمة , وإنطلقت النظرية الإشتراكية من مفهومي الجدلية الهيغلية مضافةً إلى مفهوم فائض القيمة السِلَعيّة الناتج عن قوة العمل غير مدفوعة الثمن في المنتج , فإن النظرية العالميّة الثالثة ترتكز على مسلمتيّ (( البيت لساكنه )) و (( المرأة تحيض والرجل لا يحيض )) وتنطلق إلى رحاب التطبيق العملي للبعد الفلسفي فتصل إلى إبتكارات لم تخطر على بال أحد من قَبل , من نوع حل المشكل الكشميري وحل المشكلة الكورية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي ( عن طريق توحيد الشعبين في بلد واحد يسمى إسراطين ) إلى أن تنتهي بحل المشكل الأوزوني والديموقراطي والإرهابي بل وحتى الكردي الحُمّصيّ _كذا !_ ومع ذلك فإنها تقف عاجزةً أمام حلّ المشكل الليبي وإشكالاته التي أعيَت قلوب العلماء والفلاسفة .
بعد دراساتٍ مستفيضة دامت سنوات , شابتها فترات عديدة من الإعتكاف والتأمل , توصلت إلى أُُسس نظرية جديدة قادرة على حلّ اي مشكل لم يتم حلّه إبتداءً من المشكل الليبي وليس إنتهاءً به . وتقوم النظرية الجديدة التي أسميتها النظرية العالميّة الرابعة على مبدأ دمج نظرية المنطق الحيوي مع النظرية العالمية الثالثة , بنفس الطريقة التي دمج فيها كارل ماركس جدلية هيغل مع الفلسفة المادية ليتحفنا بالماديّة الدياليكتيكية , مع تعديلٍ منهجي بسيط يقضي بإبدال مفاهيم أزمتي السكن والحيض بمفهومين أشدّ حداثةً وأهميّة هما اولاً : الرجل يبول واقفاً والمرأة يُقعدها الجلوس , ثانياً : الدجاجة تبيض والديك لا يبيض . وتأسيساً على هذين المذهبين تمكنت من التوصل إلى حلّ المشكل الليبي على الشكل التالي :

1 _ يتمّ حلق شعر الرئيس الليبي على الصفر , ( الزيرو باللاتينية ) . او يتمّ تهذيبه وتسريحه بإستخدام الآلة الحديثة المسمّاة ,سشوار, على أقل تعديل إن تعذرت حلاقته . كذلك يتم حلق اي شعر زائد مخفي في جسده , وذلك بعد إخضاعه لعملية كشف صحي في إحدى العيادات الأمريكية بهدف تحرّي العلقيّات و يفضل أن تُبث العملية مباشرةً على أجهزة التلفاز بكافة قنواتها . وهذا البند الأول هو بصراحة رغبة شخصية لي ولا علاقة له بالنظرية التي حدّثتكم عنها .
2 _ تخفّض رتبة العقيد القذافي إلى , رقيب أول , ويرسل إلى منطقة أوزو على الحدود الليبية التشادية لحراسة البوّابة الجنوبية للوطن العربي مصحوباً فقط بحارساته الشخصيّات على أن يتمّ إستبدالهن بالتاليات : أ _زوجته الأولى ب_ الدكتورة حنان العشرواي ت _ الحاجّة نوال السعدواي ث _ النجمة المتألقة زكية زكريا , ملحوظة : يتم الإستعانة بأية ملونات إصطناعية لصبغ شعر الحاجّة الدكتورة نوال إذا ما تبيّن وجود خطورة على حياة المريض . كما يستحسن في هذا المجال أن تقوم الولايات المتحدة بإعادة الترسانة العسكرية الليبية من نووي وكيماوي وما شابه وإلحاقها بالعقيد على البوابة تلك وذلك لأهميتها الإستراتيجة في الأمن القومي العربي ( البوابة وليست الترسانة ) .

3_ يجب التوخي والحرص على عدم تمكين العقيد من إصطحاب النوق معه إلى الثغر التشادي بهدف شرب حليبها , ويتمّ إستبدالها بالجمال على أن يترك له قرار الحلب والشرب .

4_ يمنع عن العقيد إصطحاب إيّ كتاب عدا الكتاب الأخضر بأجزائه الثلاث ,ويتم تغريمه بحفظ جملة منه غيباً مقابل كل مليون دولار بدّده من أموال الشعب الليبي وتتم الإستعانة بمؤلفات مركز دراسات الكتاب الأخضر بعد نفاذ الكميّة . كما يمكن إستخدام تحليلات عماد فوزي الشعيبي كإحتياطيّ في هذا المجال تثبيتاً للبُعد القومي في الصراع .

5_ يتمّ حقن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني بالإيدز قبل تسليمهم إلى بلدانهم عملاً بقانون العين بالعين والسن بالسن والإيدز بالإيدز . ويمكن هنا رمي الطبيب الفلسطيني على الحدود السورية العراقية ريثما تنشأ دولة إسراطين .

6_ يُطلق سراح عبد الباسط المقراحي لحسن سلوكه أثناء فترة سجنه ويُعيّن مديراً لبرج المراقبة في مطار طرابلس الدولي .

7_ تحلّ جميع اللجان الثورية والمكاتب والأمانات الشعبية وينشأ مجلسي لوردات وعموم لتحلّ مكانها على ان تقوم بريطانيا وبالتزامن بإنشاء لجان ثورية تتبع دستورياً للملكة لإدارتها ,وذلك من باب حوار الحضارات . يمكن إستقدام لوردات من الصعيد المصري في حال عدم توافرهم في ليبيا .

8_ يُستبدل إسم سيف الإسلام بإسم مفتاح , إسوةً بأغلبية الشعب الليبي .

9_ يَرسل الشعب الليبي عدا العجائز والأطفال ومن يحمل إسم مفتاح للنقاهة في منتجعات سويسرا لمدة ستة أشهر يعود بعدها إلى ليبيا لإنتخاب رئيس جديد على أن يكون المرشحان الوحيدان هما الجميلة و الأصلع , ولدا القذافي , نكايةً بالزميل العزيز فوكوياما ونظريته حول نهاية التاريخ ! 




غسان أبو العلا
19/2/2007 

No comments:

Post a Comment