Tuesday, October 18, 2016

مهدي الشيعة .. عقلنة الأسطورة



الإمام محمد بن الحسن بن علي نفسه يشكّل مثالاً نموذجياً عن قدرة السطوة الدينيّة وحدها على إكتساب شرعية سياسية بمعزلٍ عن السلطة العسكريّة. فقد إعتادت جيوش المسلمين في فتوحاتها على جعل عشرين بالمائة من الغنائم (سلعاً وسبايا وما إلى ذلك) حصةً خالصةً للرسول وآل بيته حسب تعاليمه وأيضا حسب ما جاء في إحدى الآيات من سورة الانفال:”واعلموا انما غنمتم من شيءٍ فان لله خُمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل". وكان الرسول يتصرّف بهذه الغنائم والأموال فيقسمها بين أقربائه ويتصدّق ببعضها  وبعد وفاة الرسول انتقلت هذه الحصة من أسهم الغنائم والثروات إلى أقربائه والذين منهم احفاده من ابنته فاطمة زوجة ابن عمه عليّ ابن أبي طالب, وهما الحسن والحسين, ثم جعلها التشيّع الفارسي الأصل مقتصرةً على أبناء الحسين بن علي من زوجته الفارسية الذين لم يمتلكوا القوّة العسكريّة لكنهم احتفظوا بسلطتهم الدينيّة وأستمرّ أشياعهم يؤدّون لهم الخمس ليس فقط من الغنائم إنما من ثرواتهم ووممتلكاتهم ولا يزال المتدينون منهم إلى زمننا هذا يقومون كل تمام سنةٍ على أموالهم بإقتطاع خمسها وتأديته إلى مراجعهم وشيوخهم اللذين يقدّسون. (حسن نصرالله امين عام حزب الله هو أحد هؤلاء المراجع ”السُيّاد” الذين يعتقد أبناء الطائفة الشيعيّة أنهم متحدّرون من النبي محمد, كذلك حوثيّ اليمن وسيستاني العراق ومقتدى الصدر وآيات الله الإيرانيين وآلاف مؤلّفةً سواهم). في الفترات التي كان بطش الدولتين الأمويّة ثم العبّاسية يشتدُّ فيها على أشياع علي وأحفاده كان هؤلاء يختبئون في أمكنةٍ بعيدةٍ عن أعين العسس ويعيّنون وكلاءَ لهم يجمعون لهم الخُمس ويوصلون لأتباعهم رغباتهم وقراراتهم وفتاويهم الفقهية وطبعا دعواتهم وبركاتهم. وأرى ان الحسن العسكريّ حادي عشر الأئمة الشيعة لم يكن له ولد وقد ذكرت الكثير من المراجع التاريخية هذا الأمر, وأغلب الظن عندي ان الإدعاء بوجود ولدٍ مخفيٍّ للحسن العسكريّ قرّر ان يغيب عن انصاره هو من إختراع عثمان بن سعيد العمري الذي كان وكيلاً للحسن يجبي له الأخماس لقاءَ أجر فلما مات الأخير استمر بجبي تلك الأخماس للإمام المخترَع والذي ادعى غيبته الصغرى ثم الكبرى, والثانية جاءت, حسب رأيي حتى يورث هذه المهنة التي تدرّ ذهباً ”حرفياً” من بعده إلى ولده محمد ابن عثمان العمري واستطالت هذه الوكالات وتشعبّت مع النمو السكاني فترى الآن الألاف منهم وكلُ عائلةٍ أو دسكرةٍ أو قرية شيعيةٍ من الطائفة الإثني عشرية تختار من بينهم الوكيل الذي تؤمن به وتؤدي له الخمس.

صفحة من كتابي "الخديعة - منظّمة الفساد الفلسطينيّة" 

No comments:

Post a Comment