Saturday, October 29, 2016

كاتب للبيع أو ألإيجار


انا كاتبٌ صحفيٌ على قدرٍ كبيرٍ من الطموح , حباني الله بإسلوبٍ جزلٍ أخّاذٍ و منطقٍ ساحرٍ يخلب الالباب , أقدّس الكلمة الحرة الشجاعة و المسؤولة, وأقدّر المواقف المبدئية . لي قدرةٌ منقطعة النظير على التحليل والتأويل و التبرير و التنظير, و كفاءةٌ مشهودٌ لها في المحاورة و المجادلة و الملاسنة و المثاقفة . صلبٌ دونما قساوة , لينٌ دونما رخاوة . ذو بأسٍ و بطشٍ في المناظرات , مترفعٌ عن المهاترات . رقيقٌ مرهف العبرات . أتقن البديع و البيان من سجعٍ و جناسٍ و طباق, وأكتب الشعرَ و النجوات , لكنني فظٌ إذا جدّ الجدّ , مقدامٌ غيرُ هيابٍ , لا اخشى في الدينا سوى ثلاث , الله و اجهزة المخابرات العربية وتجميد الحسابات الشخصية على الطريقة الاميركية . و انا على استعدادٍ لتجاوز الاولى انطلاقاً من إيماني بان الاسلام دينٌ سمح وأن الله رحيمٌ غفور . و قد اتجاوزعن الثانية اذا اتيح لي العمل و السكنى في النصف الشمالي من الكرة الارضية .
أبحث عن جهةٍ خارجية او داخلية لتمويل كتاباتي واستثمار مؤهلاتي و يفضل ان تكون اميركية او خليجية, و حبذا لو كانت استخباراتية او ذات علاقة بمراكز الابحاث او جمعيات حقوق الانسان او اية لجانٍ ثورية او احزابٍ مرموقة وطنية او اممية , على ان لا تكون ارهابية , فأن الثالثة لا طاقةً لي بها .
علماً انني ذو باعٍ و وخبرة , و قد سبق لي العمل لصالح بعض الجمعيات و الاطر المحلية , في مجال تسويق الافكار و تلميع الشخصيات , وان على نطاقٍ ضيق . كما انني اثبتّ براعةً لا يستهان بها في مجال تصنيع و تعليب الرأي العام المحلي .
ثم انني ذو توجهٍ مستنيرٍ و فكرٍ براغماتيٍ مرن , على درجةٍ عالية من الثقافة و قدرِ هائلٍ من العلم و المعرفة و الدراية . قرأت التلمود و التوراة و الانجيل والقرأن الكريم . ودرست النظم و النظريات الفلسفية و الاجتماعية من اليونانية و الرومانية حتى الماركسية و الوجودية والوجودية الحديثة ثم البنيوية .مروراً بالزرادشتية و الكونفوشيوسية و الخنفشارية و لم ادع حتى النظرية الحيوية و الكتاب الاخضر . و لا انسى النظرية القومية التي احفظها عن ظهرِ قلب . وإلى ذلك فأنني مطلعٌ على فن الاقناع و التأثير , من مدارس المناطقة و فلاسفة المعتزلة حتى مدرسة التهديد و الوعيد و فلسفة العصا و الجزرة . ناهيك عن تبحري في علم النفس التحليلي و علم الإحصاء و فبركة الإقتراعات الإيحائية .
إضافةً إلى ذلك , فأنني محدثٌ طلقٌ لبقٌ حاضرُ البديهة , ذو حضورٍ و وجهٍ فوتوجينيكي , و صوتٍ جهوريٍ موقّع يوحي بالصدقٍ والفخامة, و مظهرٍ انيقٍ جذابٍ (خاصةً إذا ما ارتديت بذّةً رسمية) يؤهلني لشغل بعض ساعات البث كمحللٍ سياسيٍ او مناظرٍ في إرقى المحطات التلفزيونية الفضائية إذا ما اقتضت طبيعة العمل .
للحصول على نماذج من مقالاتي و تحليلاتي , او للإتفاق على السعر و المدرسة الفكرية و العقائدية التي سأنطلق منها حين العمل , يرجى مكاتبتي على العنوان الالكتروني التالي :
katibhayoub@hotmail.com

غسان ابو العلا
26/9/2003 

Tuesday, October 18, 2016

مهدي الشيعة .. عقلنة الأسطورة



الإمام محمد بن الحسن بن علي نفسه يشكّل مثالاً نموذجياً عن قدرة السطوة الدينيّة وحدها على إكتساب شرعية سياسية بمعزلٍ عن السلطة العسكريّة. فقد إعتادت جيوش المسلمين في فتوحاتها على جعل عشرين بالمائة من الغنائم (سلعاً وسبايا وما إلى ذلك) حصةً خالصةً للرسول وآل بيته حسب تعاليمه وأيضا حسب ما جاء في إحدى الآيات من سورة الانفال:”واعلموا انما غنمتم من شيءٍ فان لله خُمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل". وكان الرسول يتصرّف بهذه الغنائم والأموال فيقسمها بين أقربائه ويتصدّق ببعضها  وبعد وفاة الرسول انتقلت هذه الحصة من أسهم الغنائم والثروات إلى أقربائه والذين منهم احفاده من ابنته فاطمة زوجة ابن عمه عليّ ابن أبي طالب, وهما الحسن والحسين, ثم جعلها التشيّع الفارسي الأصل مقتصرةً على أبناء الحسين بن علي من زوجته الفارسية الذين لم يمتلكوا القوّة العسكريّة لكنهم احتفظوا بسلطتهم الدينيّة وأستمرّ أشياعهم يؤدّون لهم الخمس ليس فقط من الغنائم إنما من ثرواتهم ووممتلكاتهم ولا يزال المتدينون منهم إلى زمننا هذا يقومون كل تمام سنةٍ على أموالهم بإقتطاع خمسها وتأديته إلى مراجعهم وشيوخهم اللذين يقدّسون. (حسن نصرالله امين عام حزب الله هو أحد هؤلاء المراجع ”السُيّاد” الذين يعتقد أبناء الطائفة الشيعيّة أنهم متحدّرون من النبي محمد, كذلك حوثيّ اليمن وسيستاني العراق ومقتدى الصدر وآيات الله الإيرانيين وآلاف مؤلّفةً سواهم). في الفترات التي كان بطش الدولتين الأمويّة ثم العبّاسية يشتدُّ فيها على أشياع علي وأحفاده كان هؤلاء يختبئون في أمكنةٍ بعيدةٍ عن أعين العسس ويعيّنون وكلاءَ لهم يجمعون لهم الخُمس ويوصلون لأتباعهم رغباتهم وقراراتهم وفتاويهم الفقهية وطبعا دعواتهم وبركاتهم. وأرى ان الحسن العسكريّ حادي عشر الأئمة الشيعة لم يكن له ولد وقد ذكرت الكثير من المراجع التاريخية هذا الأمر, وأغلب الظن عندي ان الإدعاء بوجود ولدٍ مخفيٍّ للحسن العسكريّ قرّر ان يغيب عن انصاره هو من إختراع عثمان بن سعيد العمري الذي كان وكيلاً للحسن يجبي له الأخماس لقاءَ أجر فلما مات الأخير استمر بجبي تلك الأخماس للإمام المخترَع والذي ادعى غيبته الصغرى ثم الكبرى, والثانية جاءت, حسب رأيي حتى يورث هذه المهنة التي تدرّ ذهباً ”حرفياً” من بعده إلى ولده محمد ابن عثمان العمري واستطالت هذه الوكالات وتشعبّت مع النمو السكاني فترى الآن الألاف منهم وكلُ عائلةٍ أو دسكرةٍ أو قرية شيعيةٍ من الطائفة الإثني عشرية تختار من بينهم الوكيل الذي تؤمن به وتؤدي له الخمس.

صفحة من كتابي "الخديعة - منظّمة الفساد الفلسطينيّة" 

Tuesday, October 11, 2016

الدول السورية عقب الحقبة العثمانية



-          الدولة العلويّة 

أنشئت في منطقة الساحل السوريّ ذات الأغلبيّة العلويّة وكانت عاصمتها مدينة اللاذقية. ولقد انضمّت هذه الدولة إلى الإتحاد الفيدرالي السوريّ المكوّن من دولة حلب ودولة دمشق لكنها عادت وأعلنت استقلالها بعد عامين من هذا الانضمام. وقد تغيّر إسمها في العام 1930 لتصبح حكومة اللاذقية المستقلّة وحافظت على إستقلالها حتى الخامس من كانون الأول 1936 حين انضمّت إلى الجمهورية السوريّة وبلغ عدد سكانها حوالي الثلاثمائة الف

-          دولة جبل الدروز

أنشئت في الجنوب السوريّ ذي الأغلبيّة الدرزية وكانت عاصمتها مدينة السويداء وتعداد سكانها حوالي الخمسين ألف. بقيت مستقلة حتى تاريخ انضمامها للجمهورية السوريّة في 1936

-          دولة حلب

 وكانت ذات أغلبيّة سنيّة وضمت الشمال السوريّ إضافة إلى حوض الفرات الخصيب في شرق سوريا واضيف إليها سنجق الإسكندرون في العام 1923. كانت عاصمتها مدينة حلب التي يسكنها إضافةً إلى المسلمين السنّة بعض الجاليات المسيحيّة واليهودية. لم تستمر هذه الدولة سوى إلى العام 1925 بسبب معارضة سكانها للإنفصال عن سوريا فأعاد الفرنسيون ضمها في إتحاد سوري مع دولة دمشق

-           دولة دمشق

وينطبق عليها ما ينطبق على دولة حلب, معظم سكانها من المسلمين السنة المعارضين للإنفصال وشكّلت مع دولة حلب (ودولة العلويين لفترة قصيرة) الإتحاد السوريّ

-           جمهورية هاتاي (سنجق اسكندرون)

 تمتّع بالحكم الذاتي في بين الأعوام 1921_1923 بمقتضى إتفاقية وقّعت بين فرنسا وتركيا كون نصف سكانه تقريباً هم من الأتراك إضافةً إلى خليط من أغلب الطوائف والأعراق السوريّة ضمّ مسلمين سنّة وعلويين ومسيحيّين أرثوذكس وكاثوليك وموارنة وأرمن وكرداً وسريان وأشوريين. ضمّته فرنسا في العام 1923 إلى دولة حلب ثمّ عادت وتراجعت عن الضم في 1925 وبقي السنجق تحت الإنتداب الفرنسي المباشر حتى العام 1938 حين اجتاحه الجيش التركي بموافقةٍ فرنسية وعمل على طرد الكثير من العرب منه ليصبح إسمه جمهورية هاتاي قبل ان يوافق سكانه في استفتاءٍ عامٍ تمّ التلاعب بنتائجه على الإنضمام إلى تركيا وأُعلن مقاطعةً تركية في العام 1939.

صفحة من كتابي "الخديعة – منظّمة الفساد الفلسطينيّة"

Saturday, October 1, 2016

يوم مرّت طريق فلسطين من أوزو


ان الهوس الذهاني الذي عانى منه معمّر القذافي (Megalomania) أو ما يترجم شعبيّاً باسم جنون العظمة دفعه إلى البحث الدائم عمّا يشبع نهم نرجسيّته وأناه المتضخّمة من "أمجادٍ" متوهّمة. وذلك الهوس هو الذي دفعه إلى ابتكار "النظريّة العالميّة الثالثة" بمساعدة كتّابٍ مستأجرين, وكذلك إلى مدّ العشرات من الفصائل المسلحّة في الدول العربيّة والغربيّة بالمال حتى وصلت أمواله إلى الجيش الجمهوري الإيرلندي. ولم يكتف القذافي  بالمجد" الذي صنعه في أوروبا وآسيا وفي الشرق  الأوسط بل امتدّت طموحاته التي غذّتها الثروة الهائلة التي تجمّعت لديه خصوصاً بعد الإرتفاع الصاروخي في أسعار النفط في الثمانينات, لتشمل القارة الأفريقية. وقد آتته الفرصة في البلد الإفريقي الملاصق لحدوده الذي يعاني من أزماتٍ سياسيّة وعرقيّة وعدم إستقرار أمني, وهو تشاد الذي يساهم القذافي بدعم الصراعات فيه عبر تمويل بعض فصائله المسلّحة بحثاً عن النفوذ.
رغم ان مساحة ليبية هي مليون وسبعمائة وخمسون ألف كم مربّع أي ان نسبة الكثافة السكانيّة فيها مقسومةً على 6 ملايين هو عدد سكان ليبيا تجعل حصة الفرد الليبيّ من المساحة تبلغ 30 كيلومتر مربّع وهي واحدة من أقلّ نسب الكثافة السكانية في العالم, إلّا ان العقيد القذافي اختلق مع تشاد أزمةً سياسيةً استمرّت سنواتٍ طويلة واستعرّت أكثر من مرّة وتحوّلت إلى صراعٍ مسلّح. أساس تلك الأزمة كان ادّعاء القذافي ان الشريط الحدودي التشادي المحاذي لليبيا والمعروف بإسم قطاع أوزو هو أرضٌ ليبيّة وتبلغ مساحة القطاع أكثر من مائة ألف كيلومتر مربع وهو غنيٌّ باليورانيوم. ورغم ثروة القذافي الهائلة وضخامة حجم الأموال التي بدّدها على التسلّح إلّا انه لم يفلح رغم ترسانته العسكريّة في بناء جيشٍ قويٍّ بسبب افتقار ليبيا إلى البُنى الحداثيّة والحضاريّة والإجتماعيّة التي يستوجبها بناء جيوشٍ قويّة أو أية مؤسّساتٍ عسكريّة أو مدنيّة أخرى, فقد تشتري الثروات عتاداً وربما جيوشاً انما لا يمكنها ان تشتري انتصارات.

دائماً ما يبالغ قادة الفصائل المسلّحة الفلسطينيّة واللبنانيّة وسماسرة المقاومة والنضال والكفاح في عديد قوّاتهم وقدراتهم العسكريّة أمام القذافي لتبرير حجم "المصروفات" الهائلة التي يتقاضونها منه مما أوهمه ان لديهم جيوشاً عرمرميّة ودفعه إلى الإستعانة بهم لبسط نفوذه في القارة الإفريقية بشكلٍ عام وفي تشاد وقطاع أوزو بشكلٍ خاص. فحين استعرّت الأزمة مع البلد الإفريقي المجاور وتحت شعار قوميّة المعركة وجّه القذافي إلى هؤلاء القادة "دعوةً" لا يستطيعوا رفضها لمشاركته شرف النضال في أوزو كما يشاركهم شرف النضال ضد إسرائيل فاُسقط في أيدي أولئك المناضلين ووجدوا انفسهم في ورطة. فإنهم من جهة أولى إذا ما فشلوا في تزويد القذافي بالمقاتلين فسوف يمنع عنهم الأموال المستقبليّة ومن جهة أخرى فانهم في الحقيقة لا يمتلكون العديد الذي يوهمون به القذافي فابتدعوا فكرة التسويق لدوراتٍ عسكريّة تجري في ليبيا يتلقون خلالها الشاب المنضوي في تلك الدورات راتباً مقداره 1500 دولاراً عدا عن الرتبة العسكريّة التي سيحصل عليها في نهاية التدريب. هذا الراتب الشهري الموعود يعتبر ثروةً في بلدٍ مثل سورية يكاد راتب العامل فيه, مع حساب فترات البطالة لا يتجاوز الخمسين دولاراً شهريّا. كذلك كان الامر في لبنان المنشغل بحروبه الداخليّة حيث يخوض أتباع الفصائل اللبنانيّة العسكريّة حروباً ضروس مقابل مائتيّ أو ثلاثمائة دولاراً في أحسن الأحوال.

بعد استلام دعوة (أو أمر) القذافي بادر المتموّلون إلى إطلاق حملة ٍإعلاميّة تضليليّة استطاعوا من خلالها جمع الآلاف من الشباب المغرّر بهم وسمحت لهم سوريا – التي شاركت أيضاً في تلك الحملة بطيّاريها وضبّاط مدفعيتها كون نظامها من أبرز المستفيدين من ثروات الليبيّين  _ بإستخدام مطارها للمغادرة دون وثائق سفرٍ على طائراتٍ ليبيّة عملت لهذه الغاية على خط دمشق وطرابلس.

إضطرّت كللّ الفصائل التي تتلقى أموالها من العقيد القذافي إلى المشاركة في تلك الخدعة ومن بينها الحزب الشيوعيّ اللبناني, الحزب القومي السوريّ, التقدمي الإشتراكي, القيادة العامّة, الجبهتين الشعبيّة والديموقراطيّة, فتح الانتفاضة, جبهة النضال الشعبي , لمجلس الثوري وما إلى هنالك من "بسطاتٍ" نضاليّة وكنت انا من ضمن هؤلاء المغرّر بهم انما تحت شعار آخر هو الإلتحاق بالقوّة البحريّة فكوني ضابطاً لم يستطع صديقي "سمسار النضال"  يوسف عمر إيهامي بقصّة الدورة العسكريّة.

"الخديعة – منظّمة الفساد الفلسطينيّة"